المغتربون طفشوا باكراً... والسياح عادوا أدراجهم

Thumbnail

من التقنين الكهربائي القاسي إلى فقدان البنزين والمازوت وصولاً إلى إجراءات الوقاية من وباء "كورونا"، كلها عوامل عزّزت تقويض السياحة هذا الصيف، بعدما عوّل عليها أركان القطاع مع وصول السياح والمغتربين إلى لبنان... فكانت حسابات الحقل غير متطابقة مع حسابات البيدر...

رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة جان عبود اعتبر أن "بداية الموسم السياحي كانت جيدة وتحديداً خلال تموز ومنتصف آب الفائتين، حيث ساهمت السياحة وعودة المغتربين في دعم الاقتصاد الوطني"، ورأى عبر "المركزية" أنه "كان من المفترض أن نستمر في هذه الوتيرة حتى منصف شهر أيلول الجاري، لكن أزمة المحروقات والكهرباء سرّعت في مغادرة اللبنانيين البلاد وبدل أن يمضوا نحو شهر ونصف الشهر اقتصرت على ١٠ أيام فقط، وبالتالي انخفض معدل الدخل السياحي من ٥ و٦ مليارات دولار إلى نحو ٣ أو ٤ مليارات دولار" .

وأسف عبود لتقصير الموسم السياحي "بسبب عدم قدرتنا على الوفاء بالتزماتنا من حيث تأمين الكهرباء والمحروقات خلال فصل الصيف، ما أثّر سلباً على مجمل القطاعات الاقتصادية، حيث بتنا نشهد هجرة جماعية من بعض القطاعات ولا سيما التمريض والطبابة كما هجرة الطلاب، الأمر الذي تسبّب بزحمة خانقة في مطار بيروت الدولي، ما اضطر ببعض الميسورين إلى استئجار صالون الشرف بـ٢٥٠ دولاراً لتأمين الراحة والاطمئنان إلى الحقائب والوصول إلى الطائرة من دون عناء والوقوف في الصفوف وتحمّل عبء الازدحام".

وتابع: كما أن مواعيد المقابلات للحصول على "فيزا" من السفارة الأميركية على سبيل المثال حُدّدت للبعض اعتباراً من كانون الأول ٢٠٢٢، وغالبيّتهم من الطلاب... ما يدل على تخمة الطلبات في هذه السفارة، إضافة إلى بعض السفارات الأخرى .

ولم يتردّد عبود بالتذكير بالحركة السياحية مبدياً أسفه للحالة التي وصلت إليها، وقال: كان السائح العراقي يشكّل أساس السياحة هذا الصيف، لكنه عَدَل عنها بسبب التدابير التي اتخذتها وزارة الصحة للحدّ من جائحة "كورونا"، ومنها حَجره لفترة زمنية قبل أن يبدأ جولته السياحية في لبنان... كما أن سياحة الاستشفاء التي كان يعوّل عليها العراقيون تراجعت أيضاً نظراً إلى تدني الخدمات الطبية بسبب هجرة الطاقم الصحي حيث كانت الممرّضة الواحدة تهتم بـ٣ مرضى وأصبحت اليوم تهتم بـ٢٠ مريضاً".

المصدر: وكالة الأنباء المركزية